في اليمن، تُعد تربية النحل وإنتاج العسل من المهن التي يهيمن عليها الرجال. لكن الشابة اليمنية أمة اللطيف يحيى، خريجة قسم علوم وتقنية الأغذية في كلية الزراعة بجامعة صنعاء، قررت أن تخوض هذا المجال، متحدية الأعراف الاجتماعية والظروف الاقتصادية الصعبة.
بدأت أمة اللطيف مشروعها عام 2020 من فوق سطح منزلها في العاصمة صنعاء بخليتي نحل فقط. وبمرور السنوات، تمكنت من توسيع نشاطها ليشمل 12 خلية، رغم التحديات المرتبطة بطبيعة المهنة، التي تتطلب في العادة التنقل بين المحافظات بحثًا عن المراعي الموسمية.
تقول أمة اللطيف: "الاستقلالية جعلتني أقوم بكل شيء بنفسي، من فحص الخلايا وتقسيمها، إلى التعامل مع موت الملكة، وتوفير التغذية البروتينية والسكرية خارج المواسم".

قيود اجتماعية ومهنية
أبرز العقبات التي واجهتها كانت القيود الاجتماعية التي تحد من قدرة المرأة على السفر بحرية، وهو ما جعل الانتقال بخلايا النحل إلى مناطق الإنتاج أمرًا شديد الصعوبة. وتضيف أن إنتاج عسل السدر الفاخر، الذي تشتهر به اليمن، يتطلب البقاء لأسابيع في مواقع بعيدة، وهو أمر تصفه بأنه "شبه مستحيل" بالنسبة لامرأة بمفردها.
ولتجاوز هذه العقبة، اعتمدت على زملاء ذكور لنقل خلاياها، مقابل حصولهم على ثلث الإنتاج. لكنها تشير إلى أن الخلايا غالبًا ما كانت تعود في حالة متضررة.
تغيرات مناخية وسوق مضطرب
التقلبات المناخية زادت التحديات؛ فشح الأمطار أدى إلى تقلص المراعي وضعف إنتاج العسل، بينما يواجه النحالون أيضًا مخاطر الجفاف والفيضانات المفاجئة.
وتشير أمة اللطيف إلى أن سوق العسل اليمني يعاني من انتشار الغش التجاري وهيمنة مجموعات محدودة، إضافة إلى غياب معايير جودة ورقابة رسمية، وهو ما أضر بسمعة المنتج وأضعف قدرة المنتجين الملتزمين على المنافسة.
ورغم ضيق المساحة وشكاوى الجيران، لا تزال أمة متمسكة بطموحها.
"أتمنى أن أصبح نحّالة على مستوى الجمهورية، وأن أمتلك مناحل في أكثر من محافظة، وأن أؤسس شركة متخصصة بمنتجات النحل العسلية وغير العسلية، وأصدر العسل اليمني إلى الخارج".
قصة أمة اللطيف يحيى تعكس جانبًا من إصرار المرأة اليمنية على تحدي القيود الاجتماعية والمهنية، والسعي لتحقيق النجاح في مجالات طالما كانت حكرًا على الرجال.

