تتحرك سوسن مطيع بخفة بين آلات مكائن الخياطةالموجودة في مساحة لا تزيد عن ثمانية في ثلاثة أمتار، للإشراف على معملها الخاصبتصميم وصناعة الأزياء.
خصصت مطيع تلك المساحة في صالة منزلها الكائن بمنطقةالجراف في العاصمة صنعاء، لتحقيق حلمها في تنفيذ أولى خطوات مشروع معملها البسيط.

صوت آلات الخياطة، وأشكال الأقمشة بمختلف ألوانهاوأنواعها، تحيي هذا المكان وتجدد شغفي، تقول مطيع.
بعد جهد كبير ودعم وإسناد من أفراد عائلتها، نجحتمطيع في تأسيس هذا المعمل الذي أطلقت عليه اسم "معمل الشيماء للملابس"وشيماء هو اسم أبنتها العشرينية.
مطيع، هي رائدة أعمال يمنية في العقد الرابع منعمرها، وهي أم منفصلة لإبن وأبنه، حاصلة على درجة البكالوريوس في قسم إدارةالأعمال، تخصصت في هذا المجال تلبية لرغبتها بالخوض في عالم الأعمال والتجارة.
تقول مطيع "تخرجت من جامعة صنعاءقبل نحو ست سنوات .. درست المرحلة الجامعية بشغف كبير لأني انقطعت عن الدراسةلفترة طويلة، قبل أن استئناف التعليم الجامعي من جديد".
بعد تخرجها من الجامعة بعامين، وتحديدا في العام2019، فكرت مطيع بإنشاء هذا المشروع للتغلب على ضعف توفر فرص العمل فياليمن جراء تداعيات الحرب المستمرة منذ نحو عشر سنوات.
تأسيس "معمل الشيماء" جاء بعد أنخاضت مطيع تجربة متعلقة بهذا الجانب، إذ عملت مديرة معمل للخياطة لمدةعامين بعد تخرجها من الجامعة مباشرة، واكتسبت خبرة كبيرة في هذا المجال وتعززتثقتها بنفسها وبقدرتها على إنشاء مشروعها الخاص.
تضيف مطيع "في البداية اقتصر مشروعي علىالطلبات الخاصة، مثل خياطة فساتين السهرات والزفاف وفساتين الأطفال، وبعد ذلك سوقتلمعملي في المدارس وبدأت أنتج الزي المدرسي وزي حفلات التخرج".
بدأمشروعمطيعيتطور بتوسع الجمهور، حيث أنشأت حسابا للمعمل في مواقعالتواصل الاجتماعي، لنشر الأعمال الخاصة بها، وبدأت إنتاج ملابس بالجملة ليتمبيعها في محلات تجارية.
صعوبات وطموح
تواجه مطيع بعض الصعوبات التي تؤثر على سيرمشروعها على الرغم من النجاح الذي حققته حتى الآن.
تقول "نتيجة للوضع الاقتصادي الصعب وتدني مستوى المعيشة في اليمن، تراجعالطلب وبات العمل يقتصر على مواسم محدودة".
وتتابع "أيضا منافسة المنتج الخارجي للمنتجالمحلي، يعد أحد الصعوبات التي تواجهني إلا أنني أعمل بجهد وإتقان للترويجللمنتجات المحلية التي لا تقل جودة عن بعض المنتجات الخارجية".
تطمح مطيع لتحقيق أشياء كثيرة منها تطوير مشغلهابآلات أحدث، وإنشاء محل خاص بمنتجاتها، والدخول في عالم الأزياء والتصميم بأعلىجودة، وإنشاء علامة خاصة بها.
مطيع هي مثال واحد للعديد من النساء اليمنياتاللاتي يكافحن لصنع واقع مختلف في البلاد، من خلال تنفيذ مشاريع صغيرة، تحقيقالطموحهن وسعيا منهن لإعالة أسرهن.